أعلن العلماء في دراسة جديدة أن حلقات كوكب زحل آيلة للفناء قريباً!! فقد كشف تحليل حديث للبيانات التي جمعتها بعثة كاسيني التابعة لوكالة ناسا. والتي دارت حول الكواكب بين عامي 2004م و2017م، عن رؤى جديد حول متى كانت قد تكونت الحلقات السبع ومتى ستفنى.
لاحظ الباحثون أن الحلقات تفقد الكثير من الأطنان من كتلتها في الثانية الواحدة. مما يعني أن الحلقات لن تبقى لأكثر من مئات الملايين من السنين على الأكثر.
كيف تشكلت حلقات زحل؟
من خلال النظر إلى الصور الملتقطة لـ كوكب زحل وحلقاته، قد نظن أنها عبارة عن أقراص صلبة. وقد كان ذلك اعتقاداً ساد لفترة من الوقت سابقاً، ولكن العلماء نفوا ذلك الاعتقاد مثبتين أنه يستحال أن تكون صلبة. فهي مكونة بالواقع من الكثير من القطع الجليدية والصخور المغطاة بالجليد، حيث يتراوح حجم كل قطعة من 2.5سم إلى ما يقارب حجم سيارة.
أي أنها في الغالب تتكون من الجليد ولكن بها كمية صغيرة من الغبار الصخري الناتج عن شظايا كويكبات مدمرة. أو عن تصادم النيازك الدقيقة مع الصخور المكونة للحلقات.
وعلى الرغم من أن الحلقات الخاصة بكوكب زحل كبيرة وعريضة جداً، إلا أنها أيضاً رقيقة جداً. حيث أن سماكتها أقل من طول ملعب كرة قدم. وهذا يعني أنها رقيقة للغاية، مقارنة بحجم زحل. ولنفهم الحجم أكثر؛ فإذاقلّصنا حجم زحل إلى حجم كرة القدم، فإن سماكة الحلقات ستكون حوالي 0.004 من سماكة شعرة إنسان!
كم هو عدد حلقات كوكب زحل؟
عدد حلقات كوكب زحل هو سبعة رئيسية، صنّفها العلماء بالترتيب الذي تم اكتشافها به. من الأقرب إلى الكوكب وبالاتجاه إلى الخارج هم: D، C، B، A، F، G، E.
الحلقة D هي الأقرب إلى زحل، وهي باهتة جداً حسب ما وصفها به العلماء. أما كل من A وB وC فهي الحلقات الرئيسية لكوكب زحل والحلقة A لامعة بشكل يمكّننا من رصدها من تلسكوبات الأرض بسهولة.
بعد الحلقة A باتجاه الخارج تتوضع الحلقة F التي تتصف بأنها ضيقة. ويليها الحلقتين الخافتتين G وE. حيث أن الحلقة E هي الحلقة الأبعد عن زحل وتعتبر أكبر حلقة في نظامنا الشمسي.
هل زحل يفقد حلقاته؟
بالعودة إلى الدراسة التي ذكرناها سابقاً، فإن علماء الفلك يرون أن الحلقات لن تستمر إلى أكثر من بضعة ملايين السنين. وهو ما يعتبر رقم صغير جداً مقارنة بعمر النظام الشمسي المقدر بحوالي 4.5 مليار عام.
العالم بول إسترادا، وهو عالم أبحاث في مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا في ماونتن فيو بكاليفورنيا، وأحد مؤلفي الدراسة. صرّح في بيان قائلاً: "لقد اكتشفنا أن الحلقات الضخمة مثل التي لكوكب زحل لا تدوم طويلًا. حيث يمكن للمرء أن يتكهن بأن الحلقات الضئيلة نسبياً حول الكواكب وغيرها من عمالقة الغاز في نظامنا الشمسي هي بقايا حلقات كانت ذات كتلة ضخمة مثل زحل".
وقد وجد البحث أيضاً أن الحلقات ظهرت بعد فترة طويلة من التكوّن الأولي لكوكب زحل، حيث يعتقد أنها كانت لا تزال تتشكل عندما كانت الديناصورات تجوب الأرض.
ريتشارد دورسن، الأستاذ الفخري في علم الفلك بجامعة إنديانا بلومنجتون والمؤلف الرئيسي للدراسات. قد قال في بيان: "استنتاجنا الذي لا مفر منه هو أن هذه الحلقات يجب أن تصبح صغيرة نسبياً وفقًا للمعايير الفلكية. ولن يتجاوز عمرها بضع مئات ملايين السنين".
وتابع قائلاً: "إذا ألقيت نظرة على طبيعة الأقمار الخاصة بكوكب زحل، فهناك تلميحات تشير إلى أن شيئاً مثيراً حدث هناك في مئات الملايين من السنين الماضية. إذ لم تكن حلقات زحل قديمة من عمر الكوكب، وهذا يعني أن شيئًا ما حدث لإنشاء شكلها المثير للدهشة".
جدير بالذكر أن حلقات زحل ليست الوحيدة في مجرتنا، فقد أظهرت الدراسات أن جميع الكواكب الكبيرة (مثل المشتري، أورانوس، نبتون، زحل) تملك أنظمة حلقات. ولكن الخاصة بكوكب زحل هي الألمع والأكبر والأكثر إثارة.
من هو مكتشف كوكب زحل؟
يُعتبر العالم الإيطالي الشهير غاليليو غاليليه أول من استطاع رصد كوكب زحل بواسطة تلسكوبه من على سطح الأرض، وقد كان ذلك عام 1610م. لكنه مع الأسف لم يستطع أن يرى بدقة ويميّز حلقات زحل بسبب كون منظاره متواضع وبسيط، على عكس تلسكوبات هذه الأيام. وقد وصف غاليليه آنذاك كوكب زحل بأنه يمتلك ثلاث كرات تلامسه من أطرافه حسبما رصدها ورآها من تلسكوبه.
العالم الإيطالي غاليليو غاليليه |
ومن ثم بعد 45 عاماً وتحديداً في عام 1655م أتى عالم الفيزياء الهولندي كريستيان هوغنز ليكمل ما بدأه غاليليه في اكتشاف زحل وحلقاته، فاستطاع وقتها تفسير حقيقة الحلقات وهو يُعتبر الشخص الأول الذي وصف الحلقات كقرص يُحيط بزحل.
العالم الهولندي كريستيان هوغنز |