عام 2007م وبالتزامن مع إنشاء الإمارات العربية المتحدة برج خليفة، اتقدت في روح جارتها المملكة العربية السعودية شعلة المنافسة والغيرة. وقد أدت نيران هذه الشعلة لوضع حجر الأساس لمشروع ضخم وكبير، ينافس ما أعلنت عنه الإمارات. فأُطلق على المشروع اسم برج جدة أو برج المملكة، ولكن سرعان ما تعثرت عمليات الإنشاء وتوقفت.
في مقالنا هذا سنسلط الضوء على برج جدة وأهم ما سيتميز به فيما لو تم افتتاحه..
التصميم المعماري لبرج جدة
من أهم النقاط التي يركز عليها تصميم برج جدة هي مقاومته للرياح، وذلك بسبب موقع البرج القريب من الشاطئ وارتفاعه الذي كان مقرراً أن يتجاوز الميل، أي ما يعادل 1.6 كيلومتر. وأما عن مساحته فكانت تزيد عن نصف مليون متر مربع، وبكلفة إجمالية قدرت بـ1.3 مليار دولار. وقد عمد المهندس المصمم على تصميم البرج بشكل ثلاثي أوجه، يشبه الحرف Y عند النظر نحو البرج بمنظور أفقي من الأعلى. ذو حواف منحنية ومقعرة نحو داخل البرج لتأمين انسيابية حركة الرياح على واجهات البرج على طول ارتفاعه.
وعلى عكس برج خليفة الذي يقل قطره كلما ارتفعنا مع ظهور عناصر جديدة، فإن برج المملكة صمم بشكل مستدق باستمرار، يخترق السحب التي تعلوه كما الإبرة تخترق القماش.
أهم الحقائق حول برج جدة
يقع البرج في منطقة مكة المكرمة في مدينة جدة، الواقعة غرب المملكة العربية السعودية على شاطئ البحر الأحمر. تبلغ مساحة أرض المشروع حوالي مليوني متر مربع، وهي تبعد مدة 20 دقيقة عن مركز مدينة جدة وخمس دقائق عن مطار الملك عبد العزيز. وتبلغ مساحة البرج الإجمالية ما يقارب 530 ألف متر مربع، حيث يتألف من 200 طابقاً. سيخصص 160 طابقاً في البرج للسكن وسيضم أيضاً مكاتب ومطاعم وغيرها.
يحيط بالبرج مساحة تقارب الثلاثة وعشرين ألف متر مربع، وهو المحيط الذي سيحتوي على ساحة عامة ومركز للتسوق. بالإضافة إلى الكثير من المشاريع السكنية والتجارية. وسوف يطلق اسم "واجهة برج المملكة المائية" على هذه المساحة.
قام البرج على أساسات وتدية، أي ركائز محفورة في الأرض، فبلغ عدد هذه الركائز 270 ركيزة. تجاوزت أعماق الحفر 50 متراً وصولاً إلى 154 متراً تحت الأرض، ومنها ما سيكون بقطر 3 أمتار، أي بمساحة غرفة صغيرة! غير أن هيكل البرج الضخم سيحوي ما لا يقل عن 80,000 طن من الفولاذ، مما يعطيه قوة وصلابة ممتازين.
يتفوق برج جدة على برج خليفة بالارتفاع، فارتفاع برج خليفة النهائي كان 828 متراً. أما برج جدة سيصل ارتفاعه عند الانتهاء من بناءه إلى ما يقارب 1000 متر، أي بزيادة تفوق الـ 172 متراً.
يحتوي البرج على 59 مصعداً و12 سلماً كهربائياً، وستكون خمسة من هذه المصاعد بطابقين. تستغرق مدة 66.5 من الثواني لتصل أعلى البرج باستخدام المصعد.
سيحتوي البرج على أعلى منصة للمراقبة في العالم. إذ أن ارتفاعها سيبلغ 664 متراً فوق الأرض، أما قطرها يعادل 30 متراً تقريباً. في البداية كان من المقرر أن تكون مهبطاً لطائرات الهليكوبتر، لكن بعد تحذيرات الطيارين الخبراء من تأثير رياح الصحراء على الطائرات عند الهبوط تحول إلى منصة مراقبة.
عثرات إكمال برج جدة
في البداية باشرت أعمال بناء برج جدة في 1/4/2013م، واستغرقت عمليات البناء أكثر من عام لوضع هيكل الأساس الضخم. وقد بدأ البناء فوق الأرض في سبتمبر /أيلول العام 2014م.
وحتى عام 2017م البرج يرتفع ببطء، إلى أن حلت الأزمة السياسية في البلاد بحملة تطهير واسعة أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وكان من نتائجها اعتقال الأمير الوليد بن طلال، الممول الرئيس للمشروع وأيضاً عدد من شركائه في مجموعة بن لادن.
بعد إطلاق سراحهم، وفي العام 2018م استؤنفت عمليات البناء في البرج. ومن ثم حددوا العام 2020م لانتهاء الأعمال في البرج.
نهاية العام 2018م ظهرت مشكلات مع المقاول، وبداية العام 2020م كانت مشكلة جائحة كورونا قد حطمت كل الآمال بافتتاح البرج عام 2020م.
شائعات طالت ارتفاعه
تداولت المواقع شائعات عديدة حول برج جدة، فمثلاً قيل أنه بسبب الارتفاع الشاهق للبرج ستتجمد قمته ليلاً!
وقيل أن طائرات الهليكوبتر ستُستخدم للمشاركة في أعمال البناء.
وأنك إذا استخدمت مصعداً نموذجياً ستستغرق 12 دقيقة للوصول لأعلى البرج، بينما لو استخدمت مصعداً عالي السرعة ستصل في 5 دقائق.
ومن أطرف ما قيل أنك ستستخدم مظلات الباراشوت لأجل الهروب أو الإخلاء عند حصول حريق ما.. إلا أن أدريان سميث عاد في نهاية الأمر لنفي كل تلك الشائعات.استئناف الأعمال في البرج
في الثالث عشر من سبتمبر الماضي أعلنت وكالة ميد الصحفية استئناف العمل على مشروع برج جدة. فقد دعت شركة جدة الاقتصادية المقاولين لتقديم عروضهم بحلول نهاية عام 2023. وسيمنح المقاولون مدة ثلاثة أشهر لتقديم عروضهم. علماً أن العمل توقف عند الطابق 50 بحلول عام 2017 م.