أيقونةٌ في الجمال.. احتلت المراتب الأولى بسحرها وروعة أبنيتها وأبراجها. تنافس الكثيرون لزيارتها، وكذلك للعيش فيها. فمن منا لم يرغب بزيارةِ بلدٍ تحققت فيها الكثير من الأمنيات والأحلام. بلدٌ استطاعت دخول موسوعة غينيس ببنائها لـ ناطحة السحاب الأشهر عربياً وعالمياً. فما من زائر لدولة الإمارات إلا وكان برج خليفة مقصداً له خلال زيارته، ليتمتع بجمالِ تصميمهِ وتفاصيلهِ الخلابة. فيسافرُ الناظرُ إليهِ إلى عالمٍ أشبه بعالم الأحلام.
نتيجةً لذلك سنقوم في هذا المقال بالإجابة على أبرز التساؤلات التي تخطرُ في ذهنِ كل من يرى هذه التحفة الفنية. التي كانت ومازالت من أبرز إنجازات دولة الإمارات على مستوى العالم.
كيف تم بناء برج خليفة؟
أرادت دولة الإمارات بناء مشروع يساهم في إنعاش اقتصاد البلد. كذلك إحياء منطقة جاذبة للسياح وجامعة لمختلف النشاطات الترفيهية والتجارية إضافةً لكونها منطقة سكنية. معتمدين بشكل أساسي على قطاع النفط. حيث تولت شركة إعمار العقارية التي تعود إلى رجل الأعمال محمد العبار عمليات بناء البرج عام 2004م. فشارك في بناء البرج 380 شخصاً من المهندسين والفنيين من مختلف دول العالم. وتم افتتاحه رسمياً عام 2010م. وذلك بمساعدة إمارة أبو ظبي التي أقرضت مدينة دبي أموالاً لسداد ديونها وإكمال بناء البرج بعد وقوعها في عجز مالي. وقد سمي برج خليفة احتراماً وتقديراً لرئيس دولة الإمارات السابق خليفة بن زايد آل نهيان. وقد استغرقت عمليات البناء ٦ سنوات، بتكلفة إجمالية بلغت 1.5 مليار دولا أمريكي. ولم يكن مشروعاً فريداً من نوعه حيث أن السعودية شعرت بالغيرة من موضوع برج خليفة وشرعت وقتها في بناء ناطحة سحاب أطول تحت اسم برج جدة ولكن مشروعها لم يبصر النور حتى يومنا. وبالمقابل يكاد حتى الطفل الصغير أن يتحدث اليوم عن برج خليفة.
التصميم المعماري للبرج:
يعود تصميم برج خليفة إلى شركة الهندسة المعمارية سيكدموري أويغنس وميريل (SOM) وذلك بإشراف المهندس المعماري أدريان سميث وفريقه. الذي استوحى التصميم من زهرة هايمينوكاليس التي تشتهر بها المنطقة حيث تنمو في الصحراء. تتميز هذه الزهرة باصطفاف التويجات بشكل متناسق ثم تتحد عند الوسط. هذا التناسق في تركيب الزهرة كان أحد المبادئ التنظيمية لتصميم البرج. لكن بدلاً من تكرار النسق استخدم طوابق متتابعة ارتدادية ومستديرة.
أما بالنسبة للبنية فهي على شكل حرفY، التي تظهر بوضوح عند النظر إلى البرج من الأعلى. فهو يعد تصميم مثالي للاستخدام السكني كذلك الفندقي. وقد أراد المصممون صناعة تحفة فنية تتميز بكونها مكاناً للعرض الضوئي يبهر كل من يراه وذلك في مختلف المناسبات والاحتفالات الوطنية والعالمية. فتم استخدام 26 ألف قطعة من الزجاج المصمم يدوياً في تركيب الواجهة الخارجية للبرج. وبلغ ارتفاع البرج 829.8 متراً مقسمة على 200 طابق، 160 طابق منها مخصص للسكن.
إضافة الى ذلك خضع البرج لأكثر من 40 اختبار لمقاومة الرياح. فأُجريت اختبارات أساسية لمناخ الرياح في دبي. مع تحليل الضغط الهيكلي على الواجهة. إضافةً لتحليل مناخي للتأثيرات على التراسات وما حول قاعدة البرج. وقد نجح البرج أيضاً في اجتياز إختبارات تتعلق بمواجهة الحرائق وتحمل الزلازل. حيث تجاوزت قوة تحمله 7 درجات على مقياس ريختر.
التصاميم الداخلية والأعمال الفنية:
احتوى برج خليفة العديد من التصاميم والأعمال الفنية التي تعكس الثقافة المحلية العربية، ليكون صورة عربية واقعية تتكلم عن الفن والإبداع. فهناك تصاميم مصنوعة من الزجاج والستانلس ستيل والأحجار الداكنة. إضافة إلى ذلك الأرضيات المصممة من الحجر الجيري الفضي. وهناك أيضاً الجدران المصنوعة من الجص الفينيسي، بالإضافة إلى السجاد اليدوي والأرضيات الحجرية. ومع كل ذلك يضم البرج أكثر من 1000 قطعة فنية تعود لفنانين من الشرق الأوسط والعالم. ليكون البرج بذلك ملتقى للثقافات والفنون العربية والعالمية. وأيضاً رمز من رموز التعاون العالمية.
كيف تتم إضاءة البرج؟
إضاءة برج خليفة تعتمد على استخدام تقنية stroboscope، حيث يتم التحكم في كل واجهة مضيئة للبرج كل واحدة على حدى. علاوة على ذلك تطلّب إعداد شاشة برج خليفة 70 ألف مصباح LED باعث للضوء. تم تركيبها باستخدام أكثر من 100 ألف من الرفوف التي ترتبط ببعضها البعض عن طريق 55 ألف متر من الكابلات.
هل من الممكن العيش في البرج ؟
إضافة إلى احتواء برج خليفة على مختلف الخدمات الترفيهية هناك عدد من الطوابق المخصصة للسكن والعيش فيها كما ذكرنا آنفاً. ففي الوقت الذي تنافس فيه الكثيرون لزيارة برج خليفة. هناك آخرون تنافسوا للعيش في العلو الشاهق. ليكونوا بمثابة جيران للسحاب و القمر. حيث يتمتع سكان البرج بحياة مليئة بالراحة. وذلك على عكس ما يعتقده البعض حول طبيعة السكن ضمن البرج. فهو يتمتع بالكثير من الخصوصية التي يشعر بها سكان البرج.
هل يتحرك برج خليفة؟
لقد تعددت وكثرت التساؤلات حول تحرك برج خليفة؛ لكن الشيء المؤكد أن البرج ثابت لا يتحرك. وفي الوقت ذاته من الطبيعي ظهوره مائل بعض الشيء. وذلك نظراً لارتفاعه الشاهق عن سطح الارض. ذلك ما أكّده المهندسين المعماريين الذين درسوا هذا الموقف. فقد اجتاز البرج الكثير من الاختبارات خلال مراحل البناء وما بعد هذه المراحل. وكانت جميع النتائج تثبت قدرة البرج على تحمّل مختلف الظروف.
وفي النهاية نؤكد أن البرج آمن وأن ميلان برج خليفة لا يؤثر على سلامته.