أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الهندسة الوراثية؛ إيجابياتها وسلبياتها، وتطبيقاتها في الحياة.

تعتبر الهندسة الوراثية من أهم الأبحاث المدروسة. وذلك لما تحوي ضمن طياتها من دراسات وأبحاث على مستويات مختلفة. وهذه الدراسات تشمل الإنسان والحيوان والنباتات وكذلك الكائنات الدقيقة.

حمض نووي بلون أخضر وعليه زهور

فما هو هذا العلم وما هي أهمية وجوده؟ سوف نبحث معاََ ونتعرف على الهندسة الوراثية..


تعريف الهندسة الوراثية:

هي تغيير الشفرة الوراثية وذلك بالتلاعب البشري بالحمض النووي للكائن الحي، ويتم هذا التلاعب بواسطة تقنيات مخبرية يتم تحديثها بشكل مستمر. ومن التغييرات التي تتم على الحمض النووي؛ تغيير زوج أساسي من الحمض النووي أو إضافة نسخة إضافية من الجينوم إلى الحمض النووي. أو حتى إزالة قطعة كاملة من الحمض النووي. وكذلك يمكن التعديل باستخراج الحمض النووي من جينوم ولصقه بحمض نووي لجينوم آخر.


ماهو تاريخ وجود الهندسة الوراثية؟

لا يعود تاريخها إلى العصور القديم. بل على العكس هي من العصر الحديث وليس بفترة بعيدة فهي تعود بشكل خاص إلى سبعينات القرن العشرين. فقد تم تعديل أول كائن وراثياََ وبشكل ناجح في عام 1973م.

وقد كان هذا الكائن الأولي هو البكتيريا. ومن ثم بعد ذلك بدأت التجارب والتعديلات وذلك عن طريق تطبيق التقنيات على الفئران في عام 1974م ومن ثم بعدها اعتمد تطبيق التعديل على النباتات. وبالإضافة إلى ذلك تم إنتاج أول غذاء معدل وراثياََ عام 1994م. ومن بعدها بدأت التجارب على البشر.


أنواع الهندسةالوراثية:

تشمل الهندسة الوراثية على ثلاثة أنواع بشكل رئيسي. والتي تم استخدامها وتحديث التقنيات المستخدمة في التعديل بشكل مستمر ودائم وهذه الأنواع هي:

  1. الهندسة التحليلية.
  2. الهندسة التطبيقية.
  3. الهندسة الكيميائية.


إيجابيات وسلبيات إدخال الهندسة الوراثية في مجالات الحياة:

فوائد الهندسة الوراثية:

إن الغاية والفائدة من الهندسة الوراثية كثيرة، ولعل الأكثرها أهمية يتمثل في:

  1. تقليل العدوى من الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات متل أمراض فيروزيكا وحمى الملاريا وحمى الضنك. ويتم الحد منها عن طريق تعقيم الحشرات التي تنقل العدوى مثل البعوض.
  2. الحد من انتقال الأمراض الفتاكة بشكل وراثي كالسرطانات:
    وبذكر مثال عن ذلك أنه في إحدى العائلات تم ملاحظة أن أغلب النساء تموت بسبب أنواع مختلفة من السرطان. ونتيجة لذلك قام الوالدان بإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة واختيار إحدى البويضات التي لاتحوي على الطفرة الوراثية المسؤولة عن المرض. وبالتالي منع الوالدان هذه الطفرة المرضية من الحدوث في الأجيال القادمة.
  3. يتم عن طريق الهندسة الوراثية التخلص بشكل كبير من بعض السمات البشرية الغير مرغوبة. وذلك لأن تقنيات الهندسة الوراثية تمكننا من اختيار وتصميم السمات المفضلة جينياََ. وبهذا الشكل يؤدي الحال إلى إلغاء مفهوم الانتقاء البشري الطبيعي.
  4. العمل على السيطرة على المجاعات والجوع اللذان يهددان أنحاء العالم. ويكون ذلك عن طريق تحسين جودة وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية. وبالتالي يساعد ذلك على زيادة نمو البلدان.
  5. تساعد بشكل كبير في الحفاظ على أنواع الحيوانات المهددة بالإنقراض واستنساخها لضمان وجودها وعدم إنقراضها.

سلبيات الهندسة الوراثية:

على الرغم من فوائدها وتسهيلها لبعض الأمور التي نحصل عليها عن طريقها؛ إلا أنه يوجد العديد من العيوب والمساوئ في استخدام هذه التقنيات. فبعض هذه العيوب حاسم لا يمكن تقبله إلا أن البعض الآخر يعتبر تساؤلات أخلاقية بقيت حتى الآن بدون إجابة واضحة عنها.

سوف نذكر بعض هذه السلبيات:

  1. زيادة النمو السكاني الذي قد يصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها؛ ويعود السبب إلى أن الأمراض هي عامل رئيسي بشكل كبير في التحكم في عدد السكان وبالتالي بالحد من هذه الأمراض يؤدي ذلك إلى إطالة العمر البشري عن طريق استخدام الهندسة الوراثية.
    ونتيجة لزيادة النمو السكاني سوف تبدأ المشاكل الخطيرة بالظهور كقلة فرص العمل، والتفاوت الإقتصادي، وعدم القدرة على توفير مستويات عالية من الرعاية الطبية. وأيضاََ قلة المنتجات الزراعية والحيوانية اللازمة لتلبية احتياجات السكان.
  2. الخوف بشكل كبير من زيادة وجود الأنواع التي قد تغزو العالم. وذلك لأن الحيوانات والنباتات التي تعدل عن طريق الهندسة الوراثية تُعدل من أجل القدرة على التكيف مع مختلف البيئات. ونتيجة لذلك تشكلت مخاوف كبيرة من زيادة نمو هذه الأنواع التي تضر بالبيئة والكائنات من حولها بشكل كبير.
  3. ارتفاع نسبة الحساسية وزيادة خطرها بشكل كبير:
    وذلك لأن مسببات الحساسية يمكنها أن تنتقل بكل سهولة من محصول إلى آخر في المحاصيل المعدلة عن طريق الهندسة الوراثية مما يعرض النسل البشري إلى الخطر بتغير خصائص بنيته الجينية.
  4. لا يمكن تجاهل أن أي تجارب على الحمض النووي وتعديلات الهندسة الوراثية وتطويرها هي مكلفة بشكل كبير وتتطلب توجيه وإشراف علمي دقيق وكبير.

وفي النهاية إن كل تطوير تقاني يعتبر سلاح ذو حدين فهو يستخدم لتسهيل وتحسين الحياة. ولكن عند استخدامه بشكل خاطئ ومفرط فإنه يؤدي إلى مخاطر قد لا يمكننا من السيطرة عليها أو التحكم في انتشارها.


تطبيقات الهندسة الوراثية:

تتمحور تطبيقات الهندسة الوراثية ضمن أربعة مجالات بشكل رئيسي وهي:

>> التطبيقات الزراعية.
>> التطبيق في المجالات الصناعية.
>> التطبيقات الطبية.
>> تطبيقات الهندسة الوراثية على الحيوانات.

سوف نبحث بشكل مفصل في كل مجال من مجالات التطبيق. وسنبدأ بـ تطبيقات الهندسة الوراثية في الزراعة.


تعريف الأغذية المعدلة وراثياً:

فواكه تم غرز إبر طبية بها

هي الأغدية التي تم إدخال وإجراء تغيرات على جيناتها بشكل اصطناعي عن طريق استخدام تقنيات حديثة من الهندسة الوراثية. وذلك بواسطة إدخال صفات ومميزات جديدة بهدف تحسين العديد من خصائصها ومميزاتها ومقاومتها للأمراض و الآفات الزراعية.


ماهي سلبيات وإيجابيات الأغذية المعدلة وراثياََ؟

على الرغم من استخدام التعديل في الهندسة الوراثية من أجل الخروج بمنتجات جديدة غير مألوفة في الأسواق وتكون محسنة الطعم ومحتواها الغذائي جيد. إلا أنه يوجد العديد من المخاوف والجدل الواسع حول إيجابيات وسلبيات هذه التعديلات.

إيجابيات الأغذية المعدلة وراثياََ:

  1. تحسين المزايا والمحاسن للمحاصيل مثل تحسين النكهة وزيادة عمر التخزين.
  2. قدرة الأغدية المعدلة بتقنيات الهندسة الوراثية على مقاومة الفيروسات والأمراض بشكل أكبر.
  3. تستطيع الأغذية المعدلة وراثياََ تحمل ظروف المناخ القاسية كالجفاف والرطوبة والحرارة والنمو ضمن الترب المالحة
  4. الأهم بالنسبة للمستهلك هو خفض التكاليف مما يضمن الحصول على أطعمة جيدة بسعر مقبول.
برتقالة على شكل تفاحة

سلبيات الأغذية المعدلة بتقينات الهندسة الوراثية:

بالانتقال إلى المخاوف والجدل حول مساوئ التعديل الوراثي على الأغذية فإن العلماء لم يثبتوا بعد أنها ضارة بالصحة ولكن الأبحاث لا تزال مستمرة حول ذلك ومن هذه السلبيات لدينا:

  1. ظهور ردود فعل تحسسية تجاه الأطعمة المعدلة وراثياً. ولكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا أدى التعديل على الجينات إلى إنتاج مادة مسببة للحساسية ويعود رد الفعل التحسسي إلى الشخص والمنتج أو المكون المسبب له الحساسية. ونتيجة لذلك طلبت منظمة الصحة العالمية من مهندسي الوراثة أن يستخدموا الحمض النووي الذي تم استخلاصه من المواد المسببة للحساسية. في حين لم يتم إثبات أن الجين نفسه لا يسبب المشكلة، فإذا ظهرت مثل هذه المشاكل بعد وصول المنتج إلى السوق قد يتم منع استخدامه إذا لزم الأمر.
  2. شائعة انتشار أمراض السرطان نتيجة الأطعمة المعدلة. فعلى الرغم من المخاوف من أن تناول هذه الأطعمة تطور السرطان وذلك برفع مستويات المواد المسببة للسرطان في الجسم البشري. إلا أن المركز الأمريكي لأبحاث السرطان أشار إلى عدم وجود دليل قاطع على زيادة أو قلة خطر الإصابة بمرض السرطان عن طريق تناول الأطعمة المعدلة وراثياََ.
  3. تغيير الحمض النووي البشري نتيجة تناول الأغذية المعدلة!
    أشار علماء الأغدية في عام 2009م أن المورثات في الأغذية قد تبقى على قيد الحياة لفترة من الزمن في القناة الهضمية. ونتيجة لذلك تشكلت مخاوف من أن حدوث ذلك قد يؤثر على الجهاز المناعي لدى الإنسان. ومع ذلك فإن نسبة كبيرة من الحمض النووي يتفكك بالطهي أو يتحلل قبل وصوله إلى الأمعاء الغليظة.
  4. قد تصاب أجهزة الجسم بالسمية: تم التأكيد على إجراء دراسات وأبحاث أكثر حول الأطعمة المعدلة التي قد تؤثر على بعض أجهزة الجسم كالكبد والبنكرياس والكلى والجهاز التناسلي. ولكن من جهة أخرى إن الأطعمة المعدلة بالهندسة الوراثية قد تقلل من بعض مخاطر السمية وذلك لأن المزارعين يتوقفون عن استخدام بعض المبيدات الحشرية الضارة التي كانت تستخدم في الماضي.


ما هو الفرق بين الأغدية المعدلة وراثياََ والأغذية المصنعة؟

الأغذية المعدلة وراثياً هي التي تم تغيير جيناتها الوراثية بواسطة تقنيات الهندسة بشكل اصطناعي وذلك لتحسين خصائصها ومميزاتها مثل (الذرة المعدلة، الصويا، البطاطا، الطماطم ...إلخ).

أما بالنسبة للـ أغذية المصنعة فهي التي تم التعديل عليها بشكل اصطناعي للتحسين من مذاقها أو زيادة مدة صلاحيتها وسهولة استخدامها ومن هذه الأغدية (المعكرونة، التشيبس، اللحوم المصنعة، والحلويات الصناعية ...إلخ).

وبالنسبة للمخاطر فإن استهلاك الأغذية المصنعة بكميات كبيرة يرتبط بشكل فعلي بمخاطر صحية عديدة لذلك تم التأكيد على وجوب التقليل من استهلاك الأغدية المصنعة.


ماهي أشهر أنواع الأطعمة المعدلة وراثياً؟

إن أشهر الأنواع والأكثر استخداماََ تشمل: (الشمندر السكري، حبوب الذرة، البطاطس، الطماطم، التفاح، البرسيم، القطن ...إلخ). بالإضافة إلى مشتقات بعض هذه الأطعمة مثل نشاء الذرة والسكر.


ماهي أكثر الدول التي تعتمد إدخال التعديل الوراثي على الأطعمة؟

أكثر ثمانية دول تستخدم التعديل الوراثي بشكل كبير. في مقدمتهم تأتي أستراليا وثم كندا وتأتي بعدها اليابان وباكستان. ومن ثم نيوزيلندا وتليها الولايات المتحدة الأمريكية وزامبيا وأخيراََ البلدان الإفريقية.


هل يوجد دول تعترض على إدخال واستخدام الأطعمة المعدلة وراثياََ؟

على الرغم من فوائد وإيجابيات التعديل الوراثي إلا أن هناك بعض الدول التي حظرت استخدام التعديل الوراثي سواءً كان تعديل جزئي أو كلي. تأتي فرنسا وألمانيا في مقدمة الدول المعارضة لإدخال الأغذية المعدلة وراثياََ إلى الأسواق الأوربية. وعلى الرغم من ذلك فإن ألمانيا سمحت بإدخال بطاطس معدلة وراثياََ والتي تحتوي على مستويات عالية من النشاء لأجل استخدامها في الأغراض الصناعية.

وأيضاً إيطاليا والمكسيك وروسيا والهند تعتبر من المعارضين، ولكن بالنسبة للهند لا تستخدم إلا القطن المعدل وراثياََ.

في الختام وبعد التعرف على التعديل الوراثي والهندسة الوراثية نجد أن لكل إنسان ولكل دولة توصيات ووجهة نظر محددة اتجاه مايحدث من تطورات تدخلات بشرية. فهل أنت تعتبر نفسك من المعارضين أو المؤيدين لهذه الأفكار والتدخلات؟

AYA BRIMO
AYA BRIMO
An electrical engineering student studying in the Department of Electrical Power Systems Engineering at Aleppo University Content Creator Working as CEO & EIC